الترجمة العلمية جزء لا يتجزأ من منظومة البحث العلمي، وخطوة أساسية على مسار النهضة العلمية في أي مجتمع يطمح إلى مواكبة العصر الحديث على مختلف الأصعدة. وتتمثل في ترجمة محتوى العلوم التطبيقية مثل الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء (البيولوجي) وعلوم الطب بمختلف فروعها، والصيدلة، والأدوية والعقاقير، وغيرها من أنواع المحتوى التي يتم ترجمتها في مواقع ترجمة أبحاث علمية متعددة، وفي مراكز البحث العلمي والجامعات والمؤسسات الاكاديمية.
والترجمة العملية تهدف في مجملها إلى نقل النصوص العلمية من لغة المصدر إلى لغات مستهدفة، وذلك بهدف تزويد الطلاب والدارسين بالمعرفة العلمية، أو ليستخدمها العلماء والباحثون الناطقون باللغة المُترجم اليها، من اجل صالح الانسان في كل مكان على وجه الأرض.
ولا يفوتنا عندما نتطرق إلى الترجمة العلمية أن نلفت الانظار إلى خطأ شائع نبه اليه الكثيرون ومنهم عبقري الترجمة الكبير الدكتور محمد عناني، وذلك عندما شدد على خطأ القول بأن الترجمة العلمية تشتمل فقط على ترجمة العلوم الطبيعية مثل علم الأحياء والكيمياء والفيزياء والطب وعلم الرياضيات، لافتاً إلى أن القول الصحيح هو أنها تضم تحت مظلتها أيضاً العلوم الإنسانية مثل علم النفس وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة والقانون والتجارة والفلسفة وغيرها.
ولكن علينا أن نجيب على السؤال المنطقي هنا، وهو هل ثمة شروط يجب أن تتوافر في الترجمة العلمية؟
للترجمة العلمية أصول وسمات تميزها عن بقية أنواع الترجمة. ولعلنا لا نبالغ إذ نقول أن هناك شروطاَ يجب الالتزام بها حتى نقول إن النص قد تم ترجمته ترجمةً علمية بالمعنى الصحيح، وأن هذا النص المترجم يمكن الاعتماد عليه والوثوق به في المجال المعرفي سواء في عملية التدريس والتعليم ، أو في أي مجال آخر من المجالات التي تُستخدم فيها النصوصُ المترجمة. ودعونا نورد فيما يلي بعض هذه الشروط على سبيل المثال لا الحصر.
عند البحث عن المترجم الذي سيتولى إنجاز الترجمة العلمية يجب على شركات العلوم والتكنولوجيا وشركات تقديم الخدمات الطبية وشركات الدواء والعقاقير وجهات البحث العلمي ألا تتسرع في عملية البحث عن مواقع ترجمة أبحاث علمية أو تشرع في التعاقد بشكل متعجل مع مجموعة من المترجمين الهواة أو ما شابه ذلك، وذلك لأن الشريك الذي سيتولى الترجمة العلمية للمحتوى المنشود يجب أن يضم مترجمين ذوي دراية بمجال التخصص الذي سوف تتم الترجمة منه ─ سواء كان في مجال الطب أو الصيدلة أو الفيزياء أو الكيمياء أو غيرها من أبواب العلوم والرياضيات والمباحث الإنسانية. فلا يجب أن يكون المترجم مشغولا بفهم وإدراك المادة العلمية، بل ينبغي أن يكون ضليعاً فيها حتى يتفرغ للاهتمام بعملية النقل المعرفي من لغة لأخرى.
يجب أن تكون لغة الهدف هي اللغة الأم للمترجمين العلميين، على أن يكونوا متقنين أيضاً للغة المصدر. فعلى سبيل المثال لكي تقوم وكالة ترجمة بترجمة مرجع علمي خاص بعلم الأورام من اللغة الفرنسية إلى اللغة الصينية على سبيل المثال، يجب أن يكون فريق المترجمين خبراء بالمجال الطبي وبعلم الأورام ومصطلحاته، ومتمكنين من اللغة الفرنسية تمكناً تاماً، على أن تكون اللغة الصينية هي لغتهم الأم.
من أهم اشتراطات الترجمة العلمية أن تكون الوكالة أو الشركة التي تتعاقدون معها متخصصة في الترجمة العلمية، وليست متخصصة في كل شيء! ولا يعني ذلك أن يقتصر عملها على الترجمة العلمية. بل المعنى أن يكون لديها فريق يتولى هذا النوع من الترجمة منذ سنوات، وله سجل حافل ومتميز ويمكن إثباته بناء على عدد مشروعات الترجمة وعدد الكلمات المترجمة وعدد الأيام والشهور والسنين. فلا شك أن الترجمة العلمية ليست هواية، بل هي عالم واسع رحيب شاق لا يتطلب الموهبة فقط، بل الخبرة، والخبرة الطويلة!
يجب أن تهتم الشركة أو الجهة التي تقوم بعملية الترجمة العلمية بتدريب المترجمين بصفة مستمرة ليواكبوا الاتجاهات الحديثة فيما يتعلق بترجمة المحتوى و النصوص العلمية، ويجب أن تحرص الشركة على تزويدهم طوال الوقت بالدوريات والمنشورات العلمية الحديثة ─ كلٌ في مجال تخصصه.
لا شك أن على وكالات الترجمة أن توفر للمترجمين العلميين كافة التقنيات الحديثة في مجال الترجمة مثل أدوات الترجمة بمساعدة الحاسب الآلي، وأنظمة إدارة الترجمة، فضلاً عن أحدث المراجع والمعاجم حتى يكونوا في أفضل استعداد ذهني لتقديم ترجمة ذات جودة ودقة وسرعة في نفس الوقت.
لا شك أن الشروط التي ذكرناها آنفاً تتقاطع مع السمات التي يجب أن تتوفر للمترجم العلمي. بمعنى آخر نؤكد أن الاشتراطات التي ذكرناها في عملية الترجمة العلمية هي جزء لا يتجزأ من سمات المترجم العلمي، بما فيها الخبرة والدراية بالتخصص، والتمكن من اللغتين، لغة المصدر واللغة المستهدفة. ومع ذلك فإن لنا بعض الاستطراد حول ما يجب أن يتميز به المترجم العلمي وسط أقرانه من المترجمين المتخصصين في أنواع أخرى من الترجمة مثل الترجمة الأدبية والقانونية وغيرها.
لا يمكن أن تعمل مترجماً علمياً ما لم تكن شغوفاً بالاطلاع على المستجدات في مجال الترجمة العلمية، وبالذات في التخصص الذي تمتلك فيه الخبرة والدراية والموهبة. ويتعين على المترجم العلمي أن يتابع الدوريات والموسوعات العملية في المجال الذي يتخصص فيه مثل المجال الكيميائي أو الفيزيائي أو الطبي أو غيرها من المجالات العلمية.
لنفهم هذه السمة دعونا نتخيل مترجماً مهملاً لا يتحرى الدقة ومن ثم يخرج من تحت يديه تقرير طبي أو منشور لدواء هام أو أطروحة في بحث علمي مليئة بالأخطاء. ما هي النتائج التي سوف تترتب على ذلك؟ ربما ضرر يصيب صحة البشر، وربما يفقد بعض الناس حياتهم نتيجة لسوء استخدام دواء ما، وربما ترفض جهة علمية البحث المُقَدَم اليها من اصله، وربما تضطر الشركة أو المؤسسة أو الشخص إلى دفع تعويضات جسيمة. وبناء على ذلك فإن الدقة والأمانة العلمية هما سمتان أساسيتان في أفراد فريق الترجمة العلمية على وجه الخصوص.
هناك سمة تميز مترجماً علمياً عن مترجم آخر وتضعه على القمة من حيث الكفاءة والإنتاجية والجودة، وهي رغبته الشخصية في الإسهام في النهضة العلمية لبلده وبني جلدته، والمشاركة من خلال الترجمة العلمية في مواكبة وطنه للتقدم الحضاري الإنساني. إن شعور المترجم بقيمة ما تقدمه الترجمة العلمية لوطنه يمثل فارقاً كبيراً بينه وبين مترجم آخر يتخذ من الترجمة مصدرا للرزق فحسب!
بكل امانة نؤكد أنه لا توجد وصفة سحرية لرفع كفاءة الترجمة العلمية أو زيادة قدرات المترجم العلمي. وإنما توجد بعض الإرشادات التي تنير الطريق نحو مزيد من التطور في هذه المهنة التي يجب أن يجمع محترفوها بين المعرفة العلمية والخبرة العملية والموهبة في وقت واحد. ودعونا نستعرض معاً بعض – وليس كل – الارشادات التي من شأنها أن تدفع الترجمة العلمية قُدُماً.
على المترجم المحترف اذا توفر أمامه عددٌ من البدائل لترجمة كلمة أو عبارة أو اسم مؤسسة أو جهة ما أن يلتزم بعبارة المصدر طالما انها صحيحة نسبياً. ويظهر ذلك على وجه الخصوص كما ذكرنا في ترجمة أسماء المؤسسات والجامعات وغيرها من الجهات الرسمية. وتقتضي الأمانة والدقة أن يلجأ المترجم إلى موقع موثوق مثل LinkedIn لمعرفة الاسم الصحيح للشركة، بينما يجب أن يلجأ إلى الموقع الرسمي للهيئة أو المؤسسة لكتابة اسمها الصحيح والمعتمد بدلاً من الاجتهاد في الترجمة.
ينبغي على وكالات الترجمة أن تدرب المترجمين العلميين على أهمية الإيجاز في الترجمة العلمية التي لا يصلح معها الإطناب والترادف والترجمة الحرفية. وقد أعطي مثالين لتوضيح الأمر. أن المترجم غير المحترف قد يكثر في الترجمة العربية من تعبيرات على شاكلة “تولى فلان القيام بكذا” أو “قام فلان بكذا وكذا” في حين أن اللغة المستهدفة في هذه الحالة ─ وهي اللغة العربية ─ لديها الفعل نفسه الذي يجب استخدامه اختصاراً وبلاغةً في نفس الوقت. فنقول “فعل فلان كذا”. ومثال آخر حيث يكثر المترجمون غير المحترفين من استخدام “تم” و”تمت” فيقولون “تم انجاز المشروع”، “وتم عقد الزواج”، و”تم فصل القوات”، في حين أن الأفضل من ناحية الإيجاز أن يقولوا “أُنجِزَ المشروعُ”، “عقد محمد وهند زواجهما”، “فُصِلَ بين القوات”. وربما يرجع تكرار هذا الأسلوب الشائع إلى أن المترجمين لا يميلون إلى استخدام الصيغ المتعددة للمبنى للمعلوم والمبني للمجهول والجملة الاسمية والجملة الفعلية والتقديم والتأخير. إن استخدام ما تتمتع به اللغة العربية من سمات خاصة يؤدي إلى الإيجاز في العبارة، وهو المطلوب تماماً في الترجمة العلمية.
لا شك أن ترجمة المصطلحات تصنع الفارق بين المترجم المحترف وغير المحترف في الترجمة العلمية وفي غيرها من أنواع الترجمة. وقد نضطر هنا أن نعطي مثلاً عاماً لمترجم قد يترجم كلمة مثل Dark Matter إلى “أمر أو شئ مظلم”، ومترجم آخر يفهم معناها الاصطلاحي فيترجمها إلى “مادة مظلمة” وهناك مثال آخر لكلمة “حظر” فيمكن أن تترجم أنها “Prohibitation” أو “Ban” كمصطلح عام، ولكن لابد أنها تترجم على أنها “Embargo” كمصطلح علمي. ويجب أن نلفت النظر إلى أن الأمر لا يتعلق بالذائقة فقط ولا بالاجتهاد والبحث الذي يقوم به المترجم فقط. بل يعتمد التميز هنا على الأمرين كليهما: الذوق اللغوي والاجتهاد البحثي.
عندما نتحدث عن أهمية الترجمة العلمية في شركة ترجمان، فمن الأفضل أن نرجع إلى ما يقوله مئات من العملاء الذين تشرفت الشركة بإنجاز مشروعاتهم في هذا المجال على مدار ربع قرن أو أكثر. وغالباً ما يذكر عملاؤنا عدداً من السمات التي تميزنا عن غيرنا. وقد نشير فيما يلي إلى بعض منها على سبيل المثال لا الحصر.
نحرص في ترجمان على اختيار المترجمين المتخصصين في الترجمة العلمية، وأن يكون لكل منهم سجل مُثبَت في تخصص محدد من تخصصات الترجمة العلمية: الطب أو الصيدلة أو الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا أو الرياضيات أو غيرها.
وعلاوة على ذلك توفر الشركة لفريق الترجمة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال أدوات الترجمة بمساعدة الحاسب الآلي وأنظمة إدارة الترجمة وغيرها.
وتقوم سياسة العمل في شركة ترجمان على أن يتفرغ المترجمون للترجمة تاركين إدارة مشروع الترجمة بكل تفاصيله من الألف إلى الياء لمدير المشروع الذي يكرس كل وقته وجهده ليكون حلقة الوصل بين العميل وبين المترجمين من اجل اخراج منتج نهائي يتميز بالجودة والدقة وسرعة الإنجاز.
اتصلوا بنا اليوم لنلبي كافة احتياجاتكم في مجال الترجمة العلمية و لتحصلوا على عرض أسعار مجاناً
هل أنت مستعد لتوسيع حدود أعمالك وتحتاج إلى
إنجاز عملك على وجه السرعة؟ اترك لنا رسالة للحصول على تقييم وعرض
سعر فورًا. لا تنتظر، نحن مستعدون لتقديم خدماتنا.
اطلب عرض سعريشمل أعدادًا كبيرة ومستندات كثيرة وترجمات متعددة؟
تُقدم فرقنا التي تتميز بأفضل أداء جودةً لا مثيل لها في الوقت المُتفق عليه
لتحقيق أهداف أعمالك.
تواصل معنا
وفر الوقت والمال!
اطلب عبر تطبيق الجوال الآن