ما اللغة التي تستخدمها حاليًا للتواصل مع جمهورك؟ هل هي العربية أم الإنجليزية، أو ربما الإسبانية أو الصينية؟ هل تفكر في ترجمة موقعك الإلكتروني لعدة لغات؟ أو ربما تود استخدام لغة جديدة لأحدث تطبيقات الجوال الخاصة بشركتك؟
لكن قبل الإجابة على كل هذه الأسئلة، نود أولًا التعبير عن مدى سعادتنا واعتزازنا بالعمل معكم، فنحن محظوظون لأن لدينا عملاء متميزين مثلكم، فلطالما كان العمل معكم فعالًا وممتعًا ومثمرًا. ومع بداية العام الجديد، نتمنى استمرار التعاون فيما بيننا، كما نتمنى لكم تحقيق المزيد من النجاح والإنجازات.
فعلى مدار تاريخنا الطويل الذي عملنا خلاله مع مختلف أنواع الشركات في جميع أنحاء العالم، أدركنا أن أكثر ما يهم العملاء ـــ إلى جانب الأسعار بالطبع ـــ هو الكفاءة والسرعة في إدارة أعمال الترجمة التي يحتاجون إليها.
ومن خلال خبرتنا المتميزة والمتنوعة في مجال الترجمة، أعددنا لكم قائمة بأفضل الممارسات والإستراتيجيات التي تساعد الشركات على تلبية احتياجات الترجمة الخاصة بها بسرعة وكفاءة وسهولة، مما يمكنها من تنمية أعمالها وتعزيز حضورها العالمي بشكل أكبر. وسنستعرض فيما يلي عددًا من هذه الممارسات.
تحديد إستراتيجية الترجمة المناسبة لاحتياجات شركتك
التخطيط الجيد هو كلمة السر في نجاح عملية الترجمة والتوطين لأي شركة. فحتى تتمكن من تحقيق النتائج المرجوة من الترجمة، يجب عليك أولًا تحديد الخطة الملائمة التي تناسب الاحتياجات والمتطلبات الفردية الخاصة بشركتك، وذلك من خلال الإجابة على هذه الأسئلة:
ما أهداف الأعمال التي ترغب في تحقيقها من ترجمة المحتوى الخاص بشركتك؟
ما الميزانية التي خصصتها للإنفاق على متطلبات الترجمة؟
ما الموعد المتوقع لإنهاء مشروع الترجمة المطلوب؟
ما اللغة أو اللغات التي تود الترجمة إليها؟
هل لغة واحدة تكفي لتحقيق أهدافك أم أنك تحتاج لترجمة المحتوى الخاص بك لعدة لغات في وقتٍ واحد؟
هل لديك الإمكانات الضرورية للحصول على المعلومات المطلوب ترجمتها؟
ما نوع المحتوى الذي يجب البدء بترجمته لتحقيق نتائج أكثر تأثيرًا؟
ما القنوات التي يمكنك من خلالها الوصول للمترجمين والمراجعين والمدققين وغيرهم من اللغويين الذين تحتاج إليهم؟
هل يضم فريق العمل لديك شخصًا يمكنه التواصل مع الخبراء اللغويين في الدول الأخرى؟
هل تحتاج للتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة في مجال الترجمة والتوطين؟
هل تحتاج لإعادة تصميم الموقع الإلكتروني والمنصات والتطبيقات الإلكترونية الخاصة بشركتك لإدراج الترجمات الجديدة للمحتوى، أم أنك ستحتاج لإنشاء نسخ جديدة تمامًا من هذه المنصات لتناسب الثقافة الخاصة بكل لغة من اللغات التي تخطط للترجمة إليها؟
هل لدى شركتك الاستعداد لتقديم خدمات الدعم والمساعدة للعملاء في الأسواق المختلفة بنفس اللغة المحلية التي يتحدث بها هؤلاء العملاء؟
هل لدى شركتك الاستعداد لقبول المدفوعات بالعملة المحلية وعن طريق وسائل الدفع المستخدمة في الأسواق التي تعمل بها؟
ما القوانين واللوائح التي يجب عليك معرفتها قبل الدخول في أسواق جديدة؟
أهمية الإجابة على هذه الأسئلة:
ستساعدك الإجابة على هذه الأسئلة في تحديد أهدافك من ترجمة المحتوى أو الموقع الإلكتروني الخاص بشركتك، وعلى تحليل الفوائد المتوقعة من هذه الترجمة. وبذلك يمكنك اختيار أفضل اللغات التي تخدم هذه الأهداف وتحديد الميزانية والإستراتيجية المثلى لتنفيذ مشروع الترجمة.
لكن الترجمة وحدها لن تكفي لتحقيق المستوى المطلوب من التواصل مع الجمهور المستهدف، فأنت تحتاج لوسيلة تواصل أكثر قربًا لثقافة وطبيعة هذا الجمهور. وهنا تبرُز أهمية عملية التوطين التي تراعي الاعتبارات الثقافية والاجتماعية والنفسية للمجتمع المستهدف عند الترجمة من لغة لأخرى. لذلك، يُنصح دائمًا بإسناد أعمال الترجمة إلى شركة متخصصة في خدمات الترجمة والتوطين لتحقيق أعلى مستوى من التواصل والتفاعل والولاء من الجمهور المستهدف. .
اختيار اللغات المناسبة للترجمة إليها
قد يكبدك الاختيار الخاطئ للغات التي تقوم بالترجمة إليها الكثير من المال والوقت دون تحقيق الفائدة المرجوة من الترجمة. وهناك العديد من الوسائل التي يمكنك من خلالها تحديد اللغات المثلى التي تساعدك على تحقيق الغرض الأساسي من عملية الترجمة، ومنها:
ملاحظة زيادة ملموسة في مستوى تفاعل الجمهور، أو زيادة معدل زيارة الموقع الإلكتروني
إذا لاحظت زيادة في أعداد زوار الموقع الإلكتروني من أسواق معينة، أو لاحظت زيادة اهتمام المتابعين العالميين بموضوع معين، فيجب عليك حينها التفكير في ترجمة (وتوطين) المحتوى الخاص بشركتك إلى اللغات المناسبة لتلك الأسواق.
حاول تحديد صفحات الويب والكلمات الرئيسية التي تجذب المتابعين العالميين بشكل أكبر.
تحدث مع فريق خدمة العملاء أو الفريق المسؤول عن إدارة مواقع التواصل الاجتماعي حول أبرز الأسئلة والاستفسارات التي يقدمها المتابعون العالميون.
وبعد تحليل كل هذه المعلومات، ستصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرار بشأن ترجمة محتوى الشركة، وما إذا كنت تحتاج لترجمة المحتوى بالكامل أم أجزاء منه فقط لتحقيق الأهداف الأكثر أهمية.
وسواء قررت ترجمة موقعك الإلكتروني لعدة لغات أو إعداد ملفات PDF بلغات مختلفة لأبرز الأسئلة الشائعة حول شركتك، فتأكد من أن الفوائد التي ستحققها من هذه الترجمات أكثر بكثير من التكلفة التي ستتكبدها مقابل خدمات الترجمة. فتقديم المحتوى للعملاء المحتملين بلغتهم الأصلية يزيد فرص قيامهم بالشراء والتحول لعملاء فعليين لشركتك.
تقديم المحتوى بعدة لغات لنفس السوق
تخيل أنك قررت الدخول إلى السوق الإماراتي بعد إجراء الدراسات المطلوبة لأبرز الفرص والمخاطر في هذه السوق، وأنت تعلم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للإمارات العربية المتحدة. فهل معنى ذلك أنك ستحتاج لتقديم موقعك الإلكتروني باللغة العربية فقط لضمان نجاحك في هذه السوق. الإجابة قطعًا هي “لا” نظرًا لأن النسيج المجتمعي لدولة الإمارات يتكون من جنسيات وثقافات متنوعة.
وعليك في هذه الحالة تحليل التكوين اللغوي والثقافي للمجتمع الإماراتي حتى تتمكن من تحديد اللغات المثلى لموقعك الإلكتروني. على سبيل المثال، ستجد أن عدد الأجانب المقيمين في الإمارات أكثر من عدد المتحدثين بالعربية. وربما تقرر حينها تقديم موقعك باللغات الثلاث الأكثر استخدامًا في هذا المجتمع وهي العربية والإنجليزية والإسبانية.
مراعاة اللهجات المختلفة لنفس اللغة
كل لغة لها العديد من اللهجات المختلفة، لكن الكثيرون (خاصة من ليس لديهم معرفة جيدة بعملية توطين الترجمة) قد يغفلون عن هذه الحقيقة أثناء ترجمة المحتوى الخاص بهم، مما يؤثر بشكل سلبي على النتائج المرجوة من عملية الترجمة.
على سبيل المثال، إذا أردت إعداد نسخة إنجليزية من أحد البرامج أو التطبيقات الإلكترونية الخاصة بك، فعليك التمهل قليلًا للتفكير في أي اللهجات الإنجليزية ستختار (هل ستختار اللهجة الأمريكية أم البريطانية أم الأسترالية أم اللهجة الإنجليزية الخاصة بجنوب أفريقيا).
ويجب دائمًا مراعاة طبيعة الجمهور الذي تخاطبه عند اختيار اللهجة المناسبة للمحتوى. وهنا تظهر أهمية إسناد أعمال الترجمة والتوطين لشركة متخصصة لضمان مراعاة الاختلافات البسيطة بين اللهجات المختلفة لنفس اللغة، سواء في طريقة الهجاء وطريقة بناء الجملة، أو في نوع المصطلحات والقواعد النحوية المستخدمة.
تخصيص فترة زمنية مناسبة لإنجاز عملية الترجمة
تُعد عملية الترجمة والتوطين عملية منظمة تتبع خطوات محددة لإنجازها وإدارتها على الوجه الأكمل، لذلك فهي تتطلب بعض الوقت لضمان تحقيق أفضل مستوى من الجودة والنتائج.
وتبدأ هذه العملية عادةً بإعداد الخطة المناسبة للترجمة والتي يجب أن تضع في الاعتبار كافة الأسئلة الواردة في بداية هذا المقال. وبعد ذلك تأتي الخطوات التالية:
- مراجعة الموارد والإمكانات الحالية بالشركة لتحديد أفضل العناصر الملائمة لتنسيق احتياجات الترجمة.
- التواصل مع اللغويين (المترجمين، والمراجعين، والمدققين، إلخ) واختيار الأنسب من بينهم
- التفاوض على الأسعار ومواعيد التسليم
- تنظيم الملفات المطلوب ترجمتها والتواصل مع المترجمين
- مراجعة النص المترجم بعد الانتهاء من عملية الترجمة
- رفع المحتوى المترجم على المنصة المطلوبة، وضمان ظهوره بالصورة المناسبة، وتصحيح أي أخطاء قد تظهر أثناء ذلك.
لذلك، تحرص جميع المؤسسات الكبرى على إسناد أعمال الترجمة الخاصة بها إلى شركات متخصصة في خدمات الترجمة والتوطين لضمان تحقيق أفضل النتائج.
إذا كنت لم تبدأ حتى الآن في ترجمة المحتوى الخاص بشركتك، فربما حان الوقت للتفكير في ذلك. ومهما كان نوع المحتوى المُراد ترجمته وتوطينه (موقع إلكتروني، أو مواد ترويجية، أو تطبيقات، أو وثائق، إلخ)، فإن تقديم هذا المحتوى بلغات متعددة سيحقق فوائد هائلة للشركة.
وأيًا كانت اللغة (أو اللغات) التي تخطط للترجمة إليها، يمكنك الاستعانة بالنصائح والمقترحات الواردة في المقال لإطلاق المحتوى الذي تريد توطينه بشكل أسرع وأسهل وأكثر احترافية، سواءً كان هذا المحتوى يتعلق بالموقع الإلكتروني، أو المواد الترويجية، أو التطبيقات الإلكترونية، أو البرامج التدريبية وغيرها من أشكال المحتوى الذي تريد توصيله لفئات وثقافات مختلفة.