هل تعرف الطريق الحقيقي للسعادة؟

  • القسم: أخبار
  • بواسطة: Torjoman
  • تاريخ: أكتوبر 11, 2022

هذا السؤال المحير يراود الجميع منذ بداية البشرية. فكل إنسان يبحث عن السعادة ويتمنى معرفة الطريق الأمثل لتحقيقها. وإذا استطعت الإجابة على هذا السؤال، فيمكنك الوصول للسعادة التي تتمناها بأسرع مما تتصور.

يسعى علماء النفس طوال الوقت لاكتشاف الأسباب التي تجعل الإنسان “سعيدًا” على المدى الطويل، خاصةً أن تلك الأسباب تختلف من شخص لآخر. فما يسعد غيرك قد لا يسعدك والعكس صحيح. 

فبعض الأشخاص قد يشعرون بالسعادة عند الفوز باليانصيب، وآخرون يشعرون بالسعادة عند التقاعد المبكر أو حتى لمجرد الاسترخاء على شاطئ البحر خلال عطلات نهاية الأسبوع. فهل استطاع علماء النفس اكتشاف السبب الحقيقي لسعادة الإنسان؟

وفي هذا السياق، كتب د. تيموثي بيكل، أستاذ علم النفس بجامعة كارلتون، في مقال له على موقع “Psychology Today”:

“يتحدث الجميع عن أهمية تحديد الأهداف الشخصية واتخاذ خطوات فعلية لتنفيذها، مما يشير إلى أن تحقيق الأهداف الأساسية في الحياة يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق التوازن النفسي للإنسان. فنحن نصبح أكثر سعادة ورضا عن حياتنا عندما نشعر بإحراز تقدم في تحقيق أهدافنا”

بعبارة أخرى، فإن أكثر ما يسبب لنا السعادة هو الشعور بإحراز تقدم ملموس نحو تحقيق هدف محدد. وقد حاول عالم النفس الأمريكي ميهالي كسيسنتاميالي في كتابه “التدفق الذهني” تحليل هذا الارتباط الوثيق بين السعادة وتحقيق الأهداف، وذلك من خلال التحدث إلى النماذج الناجحة من الرياضيين ورواد الأعمال والفنانين وغيرهم ممن استطاعوا تحقيق نجاحات متميزة في الحياة، حيث سألهم عن تجربتهم في الوصول لما وصفه بحالة “التدفق الذهني”، وهي الحالة التي يشعر خلالها المرء بتوقف الزمن وعدم الاكتراث بأي شيء آخر في هذا العالم سوى الهدف الذي يصبو لتحقيقه.

سر النجاح ليس في تغيُر الظروف، وإنما في تغيُر طريقة تفكيرنا تجاه هذه الظروف

سنحاول الآن تناول السعادة من منظور مختلف. فبدلًا من السؤال عن الأسباب التي تجعل الإنسان سعيدًا، يمكننا السؤال عن تلك التي تجعله غير سعيد أو غير راضٍ عن حياته. في الواقع، ليس نقص المال أو ضيق الوقت هو من يؤثر سلبًا على سعادة الإنسان. بل إن عجزه عن وضع هدف محدد يسعى لتحقيقه هو ما يسبب التعاسة لأي فرد. فعندما يكون لديك هدف واضح تطمح للوصول إليه، ستتقلص أهمية المال في نظرك. ولن تكترث حينها بالمحاولات الفاشلة التي تعرضت لها من قبل. بل سينصب كل تركيزك على مواصلة السعي للوصول لهذا الهدف.

وقد مررت شخصيًا بهذه التجربة خلال رحلتي المهنية. ففي بداياتي المتواضعة، كنت أعمل في قبو منزلي في ريف بنسلفانيا. وأشعر بقسوة علبة الدهان الفارغة التي أستخدمها كمقعد في ذلك القبو البارد. وكان اليأس يتملكني بشكل كبير في ذلك الوقت. لكن كل هذا تغير فجأة بمجرد أن لمع في ذهني ذلك الهدف الطموح الذي سعيت لتحقيقه منذ ذلك الحين. وفي تلك اللحظة، تحول يأسي إلى حماس شديد وسعادة غامرة. ووضعت كل اهتمامي في تحقيق هذا الهدف.

فما الذي سبب هذه السعادة؟ فلم تطرأ أي تغيرات مادية على القبو الذي أعمل به، بدءًا من الثلاجة البالية التي يزعجني النظر إليها وحتى علبة الدهان المؤلمة التي أجلس عليها. فما زلت أكره هذه الأشياء. لكن ما تغير هنا هو شعوري الشخصي. فلم أعد أشعر بنفس التعاسة التي كنت أشعر بها من قبل بعد أن أصبح أمامي هدف كبير أسعى لتحقيقه. وخلال أقل من عام، تجاوز رأسمال شركتي مائة ألف دولار. وخلال أقل من 4 أعوام، تجاوز المليون دولار. واليوم، أعيش في فلوريدا وأستمتع بالجلوس على مقعدي الوثير داخل مكتبي الخاص.

سفينة بلا دفة

لكن للأسف، نادرًا ما يصل الإنسان إلى تلك اللحظة الثمينة من “التدفق الذهني” كما وصفها كسيسنتاميالي في كتابه. ففي أغلب الأحيان، يظل الشخص حبيسًا لواقعه المضطرب وعاجزًا عن تحديد أهداف واضحة لحياته. كما أن معظم القرارات التي يتخذها لا تكون نابعة من داخله بل صادرة عن رؤسائه في العمل، أي أنه يعمل بجد وتفانٍ لتحقيق أهداف غيره لا أهدافه الشخصية. وغالبًا ما يجد نفسه يكدح ويدور دون توقف مع عجلة الحياة للوفاء بالتزاماته الأسرية أو للحصول على مكافأة تقاعد مناسبة. وتظل أقصى طموحاته هي تجنب الأزمات المالية.

أما في حياته الشخصية، فتجده يهرب دائمًا إلى العالم الافتراضي والألعاب الرقمية لتحقيق السعادة. لكنها سعادة مؤقتة سرعان ما تزول لأنها تفتقر للشيء الوحيد الذي يحقق السعادة الحقيقية في هذه الحياة، وهو: تحديد هدف واضح والسعي لتحقيقه. وحين يحاول هذا الشخص تأسيس مشروع خاص به، فإنه يصبح أشبه بالسفينة التي تفتقر للدفة لتوجيهها. حيث يتخبط ويسير في العديد من الاتجاهات، وغالبًا ما ينتهي به الأمر إلى نقطة الصفر ليصبح أكثر إحباطًا ويأسًا من ذي قبل.

تحديد الهدف

خلال جلسات “السؤال والجواب” التي أجريها مع طلابي، أستطيع دائمًا معرفة الطلاب العاجزين عن تحديد مشكلتهم. فهؤلاء الطلاب عادةً ما يلجؤون للمزاح والملاحظات الساخرة عندما يحين دورهم لإلقاء السؤال. وعادةً ما أقوم بمقاطعتهم بلطف احترامًا لوقت بقية الطلاب وأسألهم بشكل مباشر “ما سؤالك؟”. وفي أغلب الأحيان يكون السؤال: “ماذا يمكنني أن أفعل في هذه الحياة؟”.

فأدرك حينها أن هؤلاء الطلاب غير قادرين على تحديد المشكلة التي يعانون منها. وعندما أحاول التعرف بشكل أكبر على حياتهم الشخصية، أجد الفوضى والتخبط يسيطران عليها بشكل كامل. وقد يظهر ذلك في صورة مطبخ غير منظم، وفراش غير مرتب، ومئات التطبيقات التي تغزو هواتفهم وتمطرهم بوابل من الإشعارات والرسائل كل يوم، وعشرات الدورات التدريبية التي يبدؤونها دون أن يكملوها، وعشرات الكتب التي يقرؤون صفحات قليلة منها فقط بينما يطلبون كتبًا جديدة عبر المنصات الإلكترونية دون أن ينتهوا من تلك التي لم تكتمل قراءتها، هذا فضلًا عن المشاريع غير الناضجة التي يطلقونها وعشرات الأفكار التجارية التي ما زالت تحوم في رؤوسهم.

وهنا يأتي دوري كمرشد وموجّه، والذي يتركز على مساعدة هؤلاء الطلاب على تبسيط حياتهم وتقليص الفوضى التي تغزو حياتهم من خلال تقليل الأنشطة التي يقومون بها إلى أقصى قدر ممكن. بعد ذلك تأتي الخطوة الثانية، وهي مساعدتهم على تحديد هدف واحد واضح يريدون تحقيقه مع تحديد طريقة واحدة للوصول لهذا الهدف.

وفي اللحظة التي يتم فيها تحديد الهدف، سيشتعل حماسهم بشكل تلقائي وترتفع روحهم المعنوية بنسبة 1000%. فبمجرد إزالة التخبط والغموض الذي يعيشونه واستبداله بهدف واضح محدد، سيقفز التحفيز الذاتي لديهم لأعلى مستوياته وسينصب تركيزهم بشكل كامل على إكمال رحلتهم للوصول لهدفهم المنشود. فهم الآن مدركون تمامًا لما يريدون تحقيقه وللخطوات المطلوبة للوصول إليه.

تحليل الملاءمة

معظم طلابي يطمحون لتأسيس شركات ناجحة وتحقيق الاستقلال المالي. وهذا أمر جيد ومفهوم. لكن، حتى تضمن نجاح المشروع وتحقيق الأرباح، يجب عليك أولًا التحقق من ملاءمة المنتج الذي تقدمه للسوق المستهدف.

فهذه الملاءمة ضرورية للغاية لنجاح أي مشروع. لذلك، أنصح طلابي دائمًا بالبدء بتحليل مدى ملاءمة المنتجات/الخدمات التي يخططون لإطلاقها للسوق الذي سيستقبل هذه المنتجات. فهذه الخطوة تمثل 90% من نجاح المشروع. وهناك ثلاث خطوات يمكنك اتخاذها للتحقق من هذه الملاءمة:

  1. التواصل مع الجمهور المستهدف والتعرف على احتياجاته ومشكلاته، ثم اختيار المشكلة التي يمكنك تقديم حل لها من خلال منتجاتك.
  2. تحديد الحل الذي يمكنك تقديمه لهذه المشكلة، لكن لا تبدأ في تنفيذ هذا الحل قبل اختباره أولًا من خلال الخطوة التالية.
  3. اطلب من عملائك استخدام بطاقاتهم الائتمانية لشراء المنتج المقترح قبل إطلاقه فعليًا

فهذه الخطوة الأخيرة ستساعدك على توقع قوة الطلب على المنتج وما إذا كان المستهلكون مستعدين لدفع أموالهم للحصول عليه. وهي وسيلة فعالة لاختبار المنتج قبل إطلاقه. وبعد الاطمئنان لإقبال السوق على المنتج، يمكنك الآن إنتاجه وإطلاقه بكل ثقة.

وعليك دراسة الخصائص الديموغرافية لجمهورك المستهدف جيدًا، بما في ذلك الفئات العمرية، والجنس، والجنسية، واللغة. وإذا كانوا يتحدثون بلغة مختلفة عن تلك التي تقدم بها خدماتك، فاحرص على التواصل مع كل جمهور بلغته الأصلية لتحقيق التأثير المطلوب في هذا الجمهور. على سبيل المثال، إذا كان جمهورك المستهدف في دبي، فعليك التواصل معهم باللغة العربية. ويمكنك الاستعانة بخدمات إحدى شركات الترجمة الموثوقة في دبي لتحقيق ذلك.

ترجمان مكتب ترجمة معتمد في الرياض، يقدم خدمات ترجمة معتمدة بالرياض و ترجمة فورية بالرياض بأعلى مستويات الجودة. نحن خبراء في ترجمة المستندات الرسمية والقانونية، بالإضافة إلى تقديم خدمات ترجمة مؤتمرات

احصل على عرض سعر فورًا

هل أنت مستعد لتوسيع حدود أعمالك وتحتاج إلى

إنجاز عملك على وجه السرعة؟ اترك لنا رسالة للحصول على تقييم وعرض

سعر فورًا. لا تنتظر، نحن مستعدون لتقديم خدماتنا.

اطلب عرض سعر

هل لديك مشروع كبير؟

يشمل أعدادًا كبيرة ومستندات كثيرة وترجمات متعددة؟

تُقدم فرقنا التي تتميز بأفضل أداء جودةً لا مثيل لها في الوقت المُتفق عليه

لتحقيق أهداف أعمالك.

تواصل معنا


وفر الوقت والمال!
اطلب عبر تطبيق الجوال الآن

اتصل بنا
Show Buttons
Hide Buttons